ابتداءً، المصطلح بمعزل عن تصنيفه في خدمة أية طبقة أو دولة هو من حيث الحمولة اللغوية: دمج المعنى أو المحمول في أقل أحرف أو كلمات ممكنة على أن يقدم مفهوماً ما، إنه تكثيف لغوي لواقع مادي. وحرب المصطلحات هي امتداد للحرب الثقافية كجبهة من جبهات الحرب الشاملة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، التي يباشرها المركز الرأسمالي الإمبريالي على بلدان المستعمرات وأشباهها في الأطراف وفي القلب من هذا الاستهداف الوطن العربي. فالمصطلحات التي يتم تظهير استخدامها على أنها تقنية بريئة ليست كذلك بل وعاء حمال لمحتوى معين، فهي قد تلعب دور المسكنات والمخدرات أو المهيجات والمنشطات أو الإخصاء والتعمية أو التحفيز على النقد والتحريض على الفعل... لكن قطعاً ليست محايدة في الاستعمال والتوظيف لها. ويكفي الوقوف عند غزارة المصطلحات التي يتم إغراق الحقول الثقافية والسياسية والتعليمية والإعلامية بها، وتحديد مصدر إدارة هذه الحرب والآثار الوخيمة المترتبة عنها ما يجعل من الاشتباك وصَد هذه الهجمة أكثر إلحاحية.