يحاكم المناضل عادل سمارة بما يمثله من تاريخ نضالي وإرث سياسي وثقافي وطني وعروبي بسبب موقفه المناهض لورقة سياسية أصدرها كل من صبري مسلَّم وأمل وهدان ويحيى الغدار . وكان موقفه استمرارا وتعبيرا عن مناهضته للتطبيع مع العدو الاسرائيلي الذي يحتل كل فلسطين ورفضه لفكرة التنازل عن تحرير فلسطين كل فلسطين لصالح الإستيطان اليهودي الصهيوني في فلسطين . تأتي هذه المحاكمة مجددا استمرارا لنفس الدعوى المرفوعة ضده منذ عام 2016 تحت رقم (2518/2016 ) والتي اختتمت عام 2022م بقرار القاضي بتاريخ (9 حزيران 2022) ببراءة المتهم من التهم المنسوبة ضده وفق لائحة اتهام قدمتها النيابة بناء على الشكوي التي تقدمت بها المذكورة أمل وهدان . حيث استأنفت النيابة هذه المرة على قرار المحكمة وباسم النيابة العامة وليس باسم المتهمة وكان قرار ( الاستئناف جزاء رقم 385/2022 ) يقضي بإعادة المحاكمة مجددا . وهكذا عادت الإجراءات مجددا الأمر الذي يعكس دعم السلطة لهذا الاتجاه المطبع المتوافق معها . ونحن في اشتباك عربي نود أن نوضح النقاط التالية : أولا : إن محاكمة الدكتور عادل سمارة تتعارض مع الوطنية الفلسطينية والموقف الوطني الفلسطيني حيث أن الذي يتوجب أن يكون في قفص الإتهام هو الفريق الذي أصدر ورقة " صرخة من الأعماق " يعبر فيها عن تأييده لبقاء فلسطين دولة لليهود المستوطنين وكل الفريق الذي يطبع ويؤيد التطبيع مع العدو الإسرائيلي . ثانيا : إن الذي يحاكم إذن ليس الدكتور عادل سمارة لوحده ، بل بوصفه رمزا معبرا عن كل مناهضي الإعتراف بإسرائيل والتطبيع معها . هي محاكمة لكل الوطنيين الفلسطينيين الذين يرفضون احتلال فلسطين . ثالثا : إذن المواجهة هي بين أنصار فلسطين وأنصار التطبيع مع اسرائيل والمعترفين بها والداعين للتنازل عن مهمة تحرير فلسطين لصالح بقاء الإستيطان . لقد دفع الشعب الفلسطيني تضحيات جسام منذ بداية المشروع الصهيوني وحتى يومنا هذ ا. وهذا الفريق يدوس على هذه التضحيات دفاعا عن الإستيطان الإقتلاعي لفلسطين . رابعا : على هذا فإن الدعوى هي ليس على جرم شخصي ارتكبه الدكتور عادل سمارة بل هي محاكمة سياسية للفريق الفلسطيني المتمسك بعروبة فلسطين من قبل فريق واسع من الكتبة والدعاة للتصالح مع الحال الفلسطيني القائم وبقاء الإستيطان على حاله . هذا الفريق قد شعر بأنه خسر المعركة نتيجة للقرار القضائي الجريء ببراءة الدكتور عادل سمارة . هذا القرار الذي جاء موضوعيا لتبرأة المحكمة ذاتها من الإنخراط في صراعات كهذه وبالتالي لم تقف المحكمة بما تمثله ضد الوطن. إن فريق أمل وهدان والمتعاطفين معها من سلك القضاء وخارجه يسعى للحصول على ترخيص لسلوكه ومواقفه المعاديين باسم القضاء الفلسطيني . ولهذه النقطة بالذات وما تعكسه من مخاطر وتداعيات فإننا ندعو القضاء الفلسطيني لرفض هذه الورطة التي يدفعون به إليها . إن التناقض سياسي وحاد بين الفريقين . والفريق الذي رفعت أمل وهدان الدعوة باسمه لكسب الموقف من خلال القضاء إنما يريد تدنيس القضاء في أسوأ واقعة في تاريخه. إن فريق اشتباك عربي يعلن صراحة وقوفه إلى جانب الدكتور عادل سمارة ويعبر عن رفضه لإجراء محاكمة كيدية دافعها الأساس سياسي بامتياز وعلى فعل لم يقم به بل بسبب مواقفه المباشرة ومشاركته في مناهضة ورقة الصرخة ومناهضته لكل اشكال التطبيع . وهذه المحاكمة التي سعت اليها النيابة العامة تستهدف الرؤيا الوطنية الفلسطينية والرواية الوطنية الفلسطينية وضد الشعب العربي الفلسطيني من خلال شخص المناضل الدكتور عادل سمارة